لو نظرنا لمعظم أفلام الرعب الغربية والعربية -إن وجدت- نجد معظمها يتمحور حول الخوف البشري من الجن والأشباح مثل الفيلم الأمريكي الشهير "the mirrors" وسلسلة أفلام "the grudge" وغيرهم الكثير وكذلك بعض الأفلام العربية مثل "الإنس والجن" و"التعويذة" وهنا يكمن السؤال.........لم الخوف من الجن والأشباح؟ لو نظرنا للكائن البشري لوجدنا أنه حتما في الواقع كائن مرعب شرير بطبعه يتعمد الإيقاع بالآخرين في المشكلات والموبقات ويتعاطى الخمور وأنواع المخدرات كما أنه يهدد ويندد ويسب ويلعن بل يقتل ويشوه ويتعمد الإيقاع بالآخرين تحت التهديد...بالطبع هذا لا ينطبق على الجميع ولكن حتى أكثر الناس براءة تجده يغتاب الآخرين ويسخر من أشكال القبحاء والمشوهين بل وينظر لما لا يملك ويحسد ويحقد حتى الأطفال نجد منهم الكثير من الشر والمقالب التي قد تبدو بريئة في ظاهرها ولكن أين الحقيقية؟
إننا نفعل كل ذلك كله ثم نعزوه للشيطان ونعود نخاف منه ونشعر بالرعب لإحتمالية وجود أشباح من حولنا. من وجهة نظري فالأشباح التي قد تبدو شريرة هي أشباح لبشر أشرار أما الشيطان فهو ذكي ومحرض مثل كثير من البشر ربما يكون الجن والشياطين ممن يتعاطون المخدرات ويحتسون الخمور لكنهم قطعا لا يمتهنون الغيبة والنميمة مثلا كحال معظم بني الإنسان وربما أنهم كذلك فهذا ما لا أعلمه ولكن لم الخوف منهم؟ إنه الخوف الغريزي من المجهول وليس من الشر الخوف الذي ينبع من شئ تجهل مكنونه ولا تستطيع رؤيته فالممنوع مثير والمختفي مثار جدل. فتخيل مثلا أن الجن يتجولون حولنا ولو فظعت مناظرهم وأنهم موجودون بيننا بشكل طبيعي ويوسوسون لنا بشكل عادي أعتقد اننا حينذاك كنا سنحاول أن نؤذيهم بشتى الطرق بل ونوقع بينهم ذكورا وإناثا فالخوف كل الخوف يكمن في عدم معرفتنا لقدراتهم التي ربما يكون معظمها قدرات تخيلية أو أنها قدرات خداعية فلا سلطان لهم على المؤمنين ولكن ما زال يخافهم المؤمنون وهذا ما يؤرقني كثيرا فمن معرفتي ببنو البشر وجدت أن الرعب كل الرعب يكمن فينا في ما لا نعرفه عن أنفسنا ومذى الأذى الذي يمكن أن نرتكبه بل وأجد الشر كل الشر في عيون الإنسان هذا المخلوق العجيب الذي يبحث عن الخوف والرعب ليطمئن نفسه وذاته بأنه خير وذلك يجعلني أتفكر في امور ذواتنا فهل ينبع الشر حقا من الشيطان أم من الإنسان فتخيل مثلا أنك تسير في طريق مظلم مع أكثر أصدقائك إخلاصا وتركضون سريعا للخروج من الظلام سويا ويداكما متشابكتان وإذ فجأة يترك الصديق يدك ويلتفت لك مبتسما بأسنان ضاحكة ثم ينقض بها على رقبتك ممزقا إياها إنني لأجد في تلك الصورة رعبا لا يمكن أن يوجد في شيطان أو شبح فاحذر الشر حولك وتراه ليس الخوف فقط من المجهول المخفي من حولنا بل أيضا من المجهول المختبئ في ذوات بني البشر ولو تخلى عنهم كل شيطان.