عندما نواجه أنفسنا وجب علينا الرفق بالنفس ومسامحتها قبل كل شئ ثم وجب علينا ترتيب كل ما هو حاضر وعدم التفكر مليا في ما مضى بل قليلا جدا حيث أنه من الجميل أن نركز على الحاضر أكثر ونسأل أنفسنا ماذا يمكننا عمله لتحسين وضعنا الحالي من جميع النواحي مثل:
الناحية النفسية:
وهنا من الضروري أن نراجع أنفسنا جيدا فهل نحن نقدم للنفس ما يكفيها من الراحة النفسية والعصبية؟ هل هناك وقت للراحة والاسترخاء والاستجمام؟ هي نكافئ أنفسنا؟ هل نقلل من المشاحنات والجدال الذي يؤذي النفس؟ هل نكرر مراجعة الذكريات الحزينة والكلمات الجارحة وهل نتعمد إصابة أنفسنا بالإحباط من وقت لآخر أم أننا نعطي للنفس هدنة وتحفيز وتشجيع لتستطيع الاستمرار؟ هل نحن صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ولماذا نكذب؟ ومن هنا يمكننا ترتيب أمورنا النفسية قليلا ونقدم للنفس ما تحتاجه من دعم يقلل وطأة الحزن واليأٍ يوما بيوم حيث أن ذلك كفيل بتحسين باقي الجوانب.
الناحية المادية:
ونتحدث هنا عن الجسد هذا الرفيق العظيم الذي يتحمل منا كل الضغوط والآلام والصدمات النفسية والجسدية فوجب علينا رعايته ومحبته والرفق به وتقديم ما يساعده علي الاستمرار من رياضة لطيفة وطعام صحي شهي لا يضغط علي الجسد ولا يضعف منه كما أننا وجب علينا احترام الجسد وامتاعه بما يتوافق مع الظروف والقيود المفروضة عليه حيث لا يصح أن نتركه عبدا للشهوات والنزوات بل وجب علينا احترامه وكذا تدليله ومن هنا يمكننا مساءلة أنفسنا: هل أسأنا لهذا الجسد؟ هل أفرطنا في تدليله أو في القسوة عليه؟ ويمكننا تعديل ما يسمح لنا بإراحة هذا الجسد فالعمل المستمر والضغوط المستمرة قد تجعلنا نهمل هذا الجسد الذي كل جزء منه يتحمل الكثير والكثير ويجب عليه الراحة والسعادة. ويمكننا أيضا مراجعة حساباتنا المادية من أموال ومصروفات وخلافه فهل نحن نرتب مصروفاتنا ونعلم كيف ندبر حياتنا المالية أم تائهون ضائعون لا نعرف كيف ندبر للغد واليوم ونوجه مصروفاتنا في الأماكن التي تستحق؟
الناحية الاجتماعية:
وهذه الناحية في غاية الأهمية فالكثير منا يحيط نفسه بالكثير من الأصدقاء الوهميين أو الافتراضيين والذين لا يعدون كونهم مجرد اسماء في قائمة وقد ينعكس ذلك علي آخرين يستحقون هذا الوقت فهنا يمكننا أن نحصي من حولنا ونبقي من يستحق ومن يقدرنا حقا ونبتعد عمن هم لا يمثلون لنا شيئا كبيرا ولا نجدهم في المواقف الصعبة بل يستنزفون أوقاتنا ويسرقون حياتنا يوما بعد يوم.
الناحية العاطفية:
وهنا نتحدث عن الحب والعواطف النبيلة فهل نحن نقدمها لمن يستحقون أم نبخل عليهم؟ وهل نأخذ ممن يحبوننا بالقدر الذي يشبع عاطفتنا فلا نحتاج لها من غيرهم ممن قد يستغلون عواطفنا لمصالحهم الشخصية؟ ونستطيع ترتيب عواطفنا بحيث توجه لمن يستحق وبمقدار استحقاقه.
وبذلك نكون قد قمنا بشئ ولو قليل من رد الجميل للذات وترتيب حياتها بما يليق بها وما تستحقه.